تهتم  المنظمات كثيراً بالتطوير و التقدم سيما في هذه الفترة  التي تتطلب التغيير للاستمرارية، لذا معرفة الوضع الراهن و التطلعات المستقبلية تحتاج الى وقفة تتم عبر التحليل البيئي و الذي يلعب دورًا أساسيًا في إدارة الأعمال فيوفر الفرص أو يحصر التهديدات المحتملة خارج المنظمات و داخلها من أجل مساعدتها في تطوير الخطة و الحفاظ على صناعة القرار .

و يعتبر التحليل البيئي عملية مهمة لاكتشاف الحقائق وتحديد الكيفية التي تتم بها عمليات تحسين الإجراءات، للقيام ببعض  التغييرات التي توصل الى جذب المزيد من العملاء، و تشمل تلك التغييرات تبادل الأطراف التنفيذية ، وزيادة المبادئ التوجيهية لخفض التلوث ، والتطورات التكنولوجية ، والتقلبات الديموغرافية، بحثاً عن تحسين الخطوط العريضة للبيئة  وإيجاد المزيد من الفرص أو التهديدات.

و للتفريق بين البيئة الخارجية والداخلية، نشير الى أن كل تحليل يتم لعمليات و إجراءات و مكونات داخل المنظمة، وما يتعلق بوضعها الحالي ومواردها و بمقدراتها و القيود التي تحد أو تزيد من نشاطها و ذلك للحصول على مواطن القوة و الضعف يعتبر بيئة داخلية، أما تحليل البيئة الخارجية ترتكز على العملاء و البيئات التكنولوجية والتجارية والاقتصادية والمالية والسياسية والتنظيمية والاجتماعية والثقافية والفيزيائية و التي من خلالها يمكننا الحصول على الفرص و التهديدات .

لذا لابد أن تركز المنظمات في تحليلها على مستقبل أعمالها و تحليل تأثير الموردين و العملاء و المنافسين على مستقبل تلك المنظمة ، كما أن لتغير القوانين و الأنظمة أثر فعال في استمرارية المنظمة .

فلنبدأ التحليل البيئي لمنظماتنا، باستخدام أسلوب العصف الذهني لمجموعة نختارها من المهتمين وذوي العلاقة بالتخطيط و متخذي القرار،  ومن ثم نحدد البيئة الداخلية و الخارجية، حيث أن البيئة الداخلية تتمثل في نقاط القوة ونقاط الضعف، بينما البيئة الخارجية تتمثل في الفرص والتهديدات، كما يمكننا الدمج بين نقاط القوة مع الفرص المناسبة لها للاستنتاج أهداف استراتيجية قوية ومناسبة تعمل على تحقيق الرسالة المنشودة، و يتم دعم نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف لمواجهة أو تجنب التهديدات والتحديات المحتملة.

   بنهاية التحليل تحتاج المنظمات إلى عمليات متعددة للتوافق بين مخرجات و نتائج التحليل التي تحصلت عليها عبر ورش العمل و العصف الذهني و غيره من الوسائل ، لتتمكن من بناء الاستراتيجية المناسبة و التي تحقق أهداف المنظمة المنشودة.

د/ يوسف التركاوي مستشار بالشركة